






مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعت مديرة مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية الدكتورة بتول محيسن، افتتاح ندوة "الزراعة الحضرية ودورها في تحقيق الأمن الغذائي" التي نظمها مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية بالتعاون مع قسم الجغرافيا في كلية الآداب بالجامعة، وتحدثت فيها نائب مدير المدينة للشؤون الصحية والزراعية في أمانة عمان الكبرى الدكتورة ميرفت مهيرات.
وقالت محيسن في كلمتها الافتتاحية إن الزراعة الحضرية تعتبر أداة وطنية تنموية مهمة في تحقيق الأمن الغذائي، مؤكدة اهتمام جامعة اليرموك بمختلف القضايا الوطنية وحرصها على الاضطلاع بدورها التنموي والتطويري تجاه وطننا الغالي.
وأشارت إلى إيمان جامعة اليرموك بدور المرأة فيها سواء أكانت طالبة أو موظفة أو أستاذة، بوصفها عنوانا للتنمية والعطاء، كما هي المرأة الأردنية في كل أرجاء الوطن، مشيرة إلى أن المرأة ومن خلال الزراعة الحضرية وكل جهد تنموي ستصنع مستقبلا مشرقا يستحقه وطننا في كل المجالات وفي مقدمتها الأمن الغذائي باعتباره ضرورة وطنية.
من جهتها أوضحت المهيرات خلال الندوة التي ادارها رئيس قسم الجغرافيا في كلية الآداب الدكتور خالد هزايمة، أن الأردن شهد تحضرا كبيرا في السنوات الأخيرة حيث بلغت نسبة عدد السكان الحضر في عام 2021 حوالي 85% من إجمالي السكان، لافتة إلى ان التحضر السريع أدى إلى تغيرات في استخدام أنماط الأراضي حيث تم تحويل الأراضي الزراعية بالقرب من المناطق الحضرية إلى مناطق سكنية وصناعية.
وأوضحت أن الطلب على الغذاء في المناطق الحضرية التي تتمتع بكثافة سكانية عالية يكون عاليا الأمر الذي أدى إلى تحديات في سلاسل الإمداد الغذائي والتخزين والتوزيع، نظرا إلى ان التحضر يؤثر على طول وتعقيد سلاسل الإمدادات الغذائية مما يؤدي إلى زيادة تكاليف النقل، وهدر الطعام، وتقليل نضارة المنتجات.
وأشارت المهيرات إلى أن التحضر دفع بسكان المدن نحو الزراعة الحضرية التي ينخرط فيها سكان المدن في الزراعة على نطاق صغير كالحدائق على الأسطح أو البستنة المجتمعية بغرض تكملة إمداداتهم الغذائية.
وأشارت إلى أسباب تحويل النظام الزراعي الغذائي لمدينة عمان ومنها الأمن الغذائي؛ حيث يتطلب تزايد عدد السكان نظاما غذائيا مرنا لضمان إمدادات غذائية مستقرة وبأسعار معقولة للسكان، والسبب الثاني المتمثل بالنمو الاقتصادي، بالإضافة إلى الاستدامة، والقدرة على الصمود، والصحة والتغذية، وبناء المجتمع، وتقليل التأثير البيئي.
وشددت المهيرات على أن تحويل النظام الزراعي الغذائي يعد امرا ضروريا للعاصمة عمان لضمان الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي والاستدامة والقدرة على الصمود وتحسين الصحة والتغذية لسكانها، مع تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع والحد من التأثير البيئي.
وأشارت إلى أنه يمكن للعاصمة عمان أن تلعب دورا مهما في تحويل النظام الزراعي الغذائي من خلال تنفيذ المبادرات الزراعية الحضرية، وإنشاء أسواق للمزارعين، وسن سياسات تحفيزية للزراعة المستدامة، وتطوير البنية التحتية، والمبادرات التعليمية، والحد من النفايات.
وأوضحت أن أمانة عمان الكبرى تهدف إلى زيادة المساحات الخضراء في المدينة، وتحسين إدارة النفايات الصلبة بالشراكة مع القطاع الخاص، من خلال استخدام التكنولوجيا والابتكار لتحسين نظم الزراعة الحضرية، وتوفير فرص عمل في مجالات الزراعة العضوية، وزيادة الوعي بأهمية الغذاء المحلي، وتعزيز التنمية المستدامة.
وفي نهاية الندوة، دار نقاش موسع حول موضوع الندوة ومحاورها.
أطلق مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية في جامعة اليرموك بالشراكة مع الاتحاد اللوثري الخيري في الأردن، رسالة تضامن مع نساء وأطفال غزة، جاءت على شكل فيديو أطلقته "الجامعة والاتحاد" عبر حساباتهما الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحملت الرسالة التي تضمنها الفيديو مجموعة من البرقيات التضامنية شارك فيها أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وطلبة المدرسة النموذجية لجامعة اليرموك وشخصيات نسائية من المجتمع المحلي، عبروا فيها عن أهمية الالتفات إلى المرأة والطفل ودعم هذه الفئة من المجتمع باعتبارهما الأكثر تأثرا من هذا العدوان على غزة.
مديرة المركز الدكتورة بتول المحيسن، قالت إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا أساسيا في حياتنا اليومية، وعليه فلا بد من استخدامها في إيصال الرسائل الإنسانية والاجتماعية، خاصة في مثل هذا الظرف الذي يمر به أهلنا في عموم فلسطين وقطاع غزة.
وأضافت أن مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية، يسعى وضمن أهدافه إلى تعزيز مساهمات المرأة الفكرية في حل القضايا الوطنية والاقليمية والدولية، بالإضافة إلى المساهمة في صياغة خطاب وطني أكثر ايجابية تجاه المرأة وقضاياها.
وقال رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، إن جامعة اليرموك حرصت من خلال هذا الفيديو إلى ان تعبر عن صوت طلبتها وكوادرها الرافض لهذا العدوان منذ اليوم الأول، مبينا أن "اليرموك" تسعى ومن خلال شركائها إلى بناء منظومة متكاملة من الجهود النوعية لمساندة الأهل في غزة، باستخدام كل إمكانياتها وأدواتها الإعلامية والأكاديمية المتاحة.
وأكد على أهمية بناء الرسائل الإعلامية من خلال وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، من أجل تعميق فهم الشباب للقضية الفلسطينية والدور الأردني المميز تجاه فلسطين، والذي يقوده جلالة الملك وسمو ولي عهده الأمين.
وثمن مسّاد جهود كليات ومراكز الجامعة العلمية ومن ضمنها مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية في سعيه من خلال أنشطته لتمثيل نساء الأردن وتعزيز دورهن في مساندة شقيقاتهن في فلسطين.
يذكر أن الاتحاد اللوثري الخيري – الأردن، تأسس عام 1947م وهو منظمة مستقلة، إنسانية، غير ربحية، وغير حكومية، مسجلة لدى وزارة التنمية الاجتماعية، ويعمل على تقديم المساعدة والحماية والحلول الدائمة للاجئين حول العالم، وتقديم برامج تدريبية توعوية تساهم في تنمية الرفاه الاجتماعي من خلال تقديم أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي وسبل العيش الكريم.
لمشاهدة الفيديو من خلال الرابط التالي:
https://www.facebook.com/PBCJWS/videos/243151782119758
وقع رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، والأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة المهندسة مها العلي، مذكرة تفاهم، بهدف مأسسة التعاون بين الجانبين وتبادل الخبرات وبناء الشراكات في مجال تعزيز دور المرأة والشباب في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب تمكين جيل واعٍ للمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والمدنية.
وجرى توقيع المذكرة في مكتب ارتباط جامعة اليرموك في عمّان، بحضور ممثلين عن الفريقين الاقتصادي والقانوني في اللجنة، الذي يضم كل من العين احسان بركات رئيس الفريق القانوني، والدكتورة ريم البغدادي عضو الفريق الاقتصادي والاستشاري للجنة، ومديرة مركز الاميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية في جامعة اليرموك الدكتورة بتول المحيسن.
وأكدت العلي، على أهمية هذا التعاون الذي يجسد الشراكة الفاعلة مع المؤسسات التعليمية، مشيرة إلى أن مأسسة التعاون مع جامعة اليرموك التي تضم مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية، سيساهم في تحقيق أهداف وتطلعات اللجنة في تعزيز دور المرأة في مختلف المجالات، معتبرة هذه المذكرة خطوة هامة في طريق العمل التشاركي نحو تنفيذ مبادرات الخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للمرأة.
وأضافت أن هذه "الخطة" تشمل ستة محاور تركز على المشاريع السياسية والاقتصادية وتشجيع الأنماط الاجتماعية الداعمة لدور المرأة في الأسرة والمجتمع ومأسسة مفاهيم المساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص على مستوى مؤسسات القطاع العام والخاص ومجابهة العنف ضد النساء والفتيات وتعزيز الحقوق الإنسانية للمرأة.
وأشارت العلي إلى أن “اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة تسعى خلال عام 2024 إلى توسيع التعاون والتشارك مع المؤسسات التعليمية في تنفيذ عدد من برامجها ومشاريعها".
من جهته، أعرب مسّاد عن سعادته بتوقيع هذه المذكرة ما بين اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة وجامعة اليرموك، كأول جامعة أردنية يتم التوقيع معها، لافتا إلى أهميتها في بناء جيل واعٍ ومسؤول، قادر على تحديات المستقبل، مؤكدا على أهمية تكامل الجهود بين القطاع الأكاديمي والمؤسسات الوطنية لتعزيز دور المرأة والشباب في بناء مجتمع قائم على العدالة والتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن جامعة اليرموك تسعى لتحقيق الرؤية الملكية السامية ورؤية التحديث الاقتصادي ومخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، من خلال التعاون مع اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، وتبادل الخبرات والمعرفة، بما يُشكل فرصة لتنظيم وتنفيذ برامج توعية تستهدف طلبة الجامعة والشباب والمجتمع المحلي.
وشدد مسّاد على سعي ونظرة الجامعة ومن خلال هذه التشاركية مع "اللجنة" لتشجيع البحث العلمي حول قضايا المرأة وتعزيز مشاركتها في المجالات العلمية والبحثية، واستثمار طاقاتها الإبداعية والفكرية في خدمة المجتمع والدولة الأردنية.
يذكر أن مجالات التعاون بين الطرفين تتضمن إعداد خطة عمل سنوية مشتركة تتضمن البرامج والأنشطة والفعاليات التي سوف ينفذها الطرفان، وكما تتضمن مجالات التعاون تبادل الدراسات والأبحاث وتزويد اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة بالدراسات والأبحاث وأطروحات الدراسات العليا التي تتناول قضايا وشؤون المرأة، حتى يتم استثمارها في اعداد الخطط الاستراتيجية والتنفيذية، كما سيقوم الطرفان بإعداد وتنفيذ حملات توعوية تستهدف طلبة الجامعات والمجتمع المحلي.
رعت سيادة الشريفة نوفة بنت ناصر، بحضور رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، الجلسة الحوارية التي نظمتها الجامعة في مدرج عرار بمبنى المؤتمرات والندوات، بعنوان "المرأة الفلسطينية.. قصة صمود".
وبدأت الجلسة بقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الأردن وفلسطين والأمتين العربية والإسلامية.
وقالت الشريفة نوفة في كلمتها الافتتاحية، عندما نتحدث عن قصص الصمود للمرأة على أرض فلسطين الحبيبة بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص، فإننا نتحدث بفخر واعتزاز عن المرأة الفلسطينية الغزاوية، باعتبارها أيقونة النضال والتحرر، التي رسمت بدمها الطهور جدارية النصر والشرف والكبرياء والصمود الوطني، ونقشت على بوابات غزة أسطورة النصر والمقاومة، ورفعت برفقة شقيقتها يافطات العودة والشموخ في أسوار القدس، وبمداد روحها التي سطرت بكل شرف انشودة النصر الخالدة فوق أرض غزة ، وأوقدت بروحها المتشبثة بتراب الأرض قناديل الصمود والتضحية تحملها ملائكة غزة من اطفالها في الأجنة وفي بطون الأمهات .
وأضافت أن الحديث عن قصص الصمود والآباء للمرأة الفلسطينية، يشعرنا بالفخر لأننا نتحدث عن تاج الفخار للقضية الفلسطينية، وهي الأم التي انجبت المناضلين والشهداء وربتهم على العزة والكرامة.
واستعرضت الشريفة نوفة صورا لمجد المرأة الفلسطينية الغزاوية، صانعة الرجال، والثورة، والكفاح الوطني، التي ساهمت في بناء الدولة الفلسطينية، فكانت رمزا ونموذجا للعطاء والتضحية والفداء، مشيرة إلى ما تشكله المرأة الفلسطينية الغزاوية، من حالة غير مسبوقة، بصمودها على الأرض، لتضرب في عمقها جذور البقاء والنضال، لتحقيق النصر والحرية، مشددة على أنها ليست كنساء الكون، فهي المرابطة الصابرة، المؤمنة بعدالة قضيتها، مربية المجاهدين والأم الجبارة التي لم تتعود أن تذرف دموعها ولا تبكي فلذة كبدها بل تودعه بالزغاريد.
وأشارت إلى وقفة المرأة الأردنية مع شقيقتها في غزة، ودعم صمودها ومداواة جراحاتها، مؤكدة أن صوت جلالة الملكة رانيا العبدالله ما يزال مدويا في الضمير العالمي لوقف آلة الحرب الاجرامية الصهيونية، واقفة في خندق الحق مدافعة بقوة عن أهل غزة ، محذرة من استمرار العدوان وجرائمه البشعة، وشجبه واستنكاره، مشيرة إلى مرافقة الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني لطاقم من القوات المسلحة في عملية الإنزال الجوي الخامس للمواد والمستلزمات الطبية العاجلة، ليستمر المستشفى بتوفير كل أنواع العلاج والمستلزمات اللازمة لعلاج أهل غزة بعدما دمر العدو الصهيوني كل المستشفيات العاملة في غزة .
من جهته، شدد مسّاد على أن عقد هذه الجلسة الحوارية النوعيّة يأتي ضمن سِلسلة أنشطة جامعة اليرموك المُساندة لصُمود أهلنا في قطاع غزة، الذين يواجهون حَربًا دَخلت شهرها الثالث دون أن تتوقف آلةُ الحَرب الإسرائيلية عن جرائمها التي تُرتَكب بحقِ الأبرياءِ والمَدنيين والمُستشفيات ودُور العبادةِ وكلِ ما يَمتُ بِصلةٍ لحياة الإنسان.
وقال إن هذه الندوة تمتازُ بمحاكاتها لجانب مُهم من جوانب الكفاح للشعب الفلسطيني، الذي كان للمرأة فيه حُضورٌ لا يُمكنُ القَفز عَنه أو إنكاره، بوصفه جِهادٌ مُستمرٌ منذُ 75 عامًا من عُمر النكبة الفلسطينية حتى اليوم.
وأضاف مسّاد يزخر سجل الكفاح الوطني الفلسطيني بأسماء نساء خالدات تركهن بَصماتهن الواضحةً في مسيرة هذا النِضالِ، عبر مُشاركتهن الدؤوبة والفاعلة في مُختلفِ الميادين، من أجلِ نيل كامل حُقوقهن، وتعزيزِ مُشاركتهن، بما فيها التعليمُ والصحةُ والقانونُ والاقتصادُ والسياسةُ والمُشاركة في صُنعِ القرار، كما وأثبتت المرأة الفلسطينية حُضورًا فاعلًا ومؤثرًا في مَشهدِ النضال الفلسطيني المشروع والوقوف في وجه الاحتلال.
وأشار إلى اعتزازنا كأردنيين بصمود المرأة الفلسطينية، والفخر بمواقف جلالة الملك عبد الله الثاني الذي قاد ويقود حراكًا سياسياً ودبلوماسياً وانسانياً مُكثفاً للضغط على اسرائيل لوقف الحرب على غزة، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية بشكل مُستدام، مثلما نُشيد في ذات الوقت بمواقف جلالة الملكة رانيا العبدالله، التي كانت جهودها ولقاءاتها امتدادا لجهود سَيد البلاد، وإشارة جلالتها للمعايير المزدوجة الصارخة في العالم و"الصمت الذي صمّ الآذان" في وجه الحربِ المستمرة على غزة، لافتا في ذات السياق، إلى جُهود ولي العهد الأمير الحُسين بن عبدالله الثاني ومُتابعته وإشرافه بشكل مُباشر على تأمين المساعدات الأردنية للقطاع.
كما وعبر مسّاد عن فخره بسمو الأميرة سلمى بنت عبد الله الثاني التي شاركت سلاح الجو الملكي، في عملية الإنزال الجوي الخامس، لمواد ومستلزمات طبية عاجلة للمستشفى الميداني الأردني في غزة.
وتضمنت الجلسة، عرض فيديو تناول تضحيات المرأة الفلسطينية ونضالها، من إعداد طلبة الجالية الفلسطينية في قسم رعاية الطلبة الوافدين في عمادة شؤون الطلبة.
على صعيد متصل، أكدت كل من الطالبة رغد عزوم وديما أبو عبيد وسالي يوسف، من طالبات الجالية الفلسطينية الدارسات في الجامعة، خلال الجلسة التي تولت إدارتها مساعد عميد شؤون الطلبة الدكتورة يارا النمري، بمشاركة كل من مديرة مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية الدكتورة ربى العكش، على قوة المرأة الفلسطينية في غزة، بوصفها المرأة الصامدة الصابرة والمقاومة المستمرة في عطائها الذي لا ينضب، باعتبارها كاتبة تاريخ الصمود الفلسطيني.
كما وسردن بعضا من قصص صمود ومقاومة المرأة الفلسطينية في غزة، التي أثبتت أن قوتها وثباتها ليس بحدث وليد اللحظة، بقدر ما هو بناء أصيل في شخصيتها المعطاءة، على الرغم أنها من أكثر المتضررين من الحرب الوحشية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما وعقد على هامش الجلسة، معرض فني لرسومات عن غزة ومعاناة أهلها وما يتعرضون له من عدوان سافر، شارك فيه الطلبة الوافدين الدارسين في مختلف كليات الجامعة بالتعاون مع مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية ومركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية.
يذكر أن هذه الجلسة الحوارية، جاءت بتنظيم مشترك من عمادة شؤون الطلبة، ومركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية، ومركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية.
د بَتُول مُجَاهِد المحيْسن- مديرة مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية- جامعة اليرموك
عِنْدمَا تُشير لُغَة الأرْقام إِلى أنَّ مَا يُقَارِب خَمسَة وثلاثون بِالْمِئة مِن شُهَداء غَزَّة هُم مِن النِّسَاء، وأنَّ أَكثَر مِن مِئة أَلْف سَيدَة فَقدَت زوْجهَا وتْعيل أُسْرتهَا وَحِيدَة، وأنَّ أكثر من نِصْف مِلْيون اِمرأَة تَبحَث عن مَأْوى، وأنَّ آلاف الفتيات بَقين بِلَا أخٍ، أو أبٍ، أو حَتَّى شَقِيقَة وَأُم، وان أكثر من ٥٠ أَلْف اِمرأَة حَامِل، 6000 مِنْهنَّ يَلدْن خِلَال هذَا الشَّهْر حُرَّمْن مِن اَلحُصول على الخدْمات الصِّحِّيَّة، فَهذَا وَحدُه دليل كافٍ على أنَّ وَاقِع المرْأة الغزاوْيَّة بات خَارِج كُلِّ الوصوف والتَّقْييمات، وأنَّ التَّحَدِّي الإنْسانيَّ لَم يَعُد مُجرَّد نَتِيجَة لِلصِّرَاع، بل بات عُنْوانًا لِأزْمة لَيْس مِن السَّهْل تجاوزهَا .
فِي هذَا الوَاقِع اَلمؤْلِم لَيْس مِن السَّهْل الاكْتفاء بِالْحديث عن القيم والْإنْسانيَّة والتَّنْمية، وَحتَّى عن أَضعَف سُبُل الحيَاة بِشَكل مُجرَّد وَعَام، وتكوُّن الأوْلويَّة لِلْحدِيث عن اَلأُم اَلتِي تَبنِي اَلبُيوت، وعن الفتَاة اَلتِي تَبحَث عن المسْتقْبل، وعن الطِّفْلة اَلتِي تَاهَت هُويَّتهَا وَضَاع مُسْتقْبلهَا، وَرُبمَا لََا يُمْكِن اَلحدِيث عن اَلجُهود اَلتِي يَجِب أن تَبذُل فِي ظِلِّ هذَا الواقع اَلمرِير، فَفِي الوقْتِ اَلذِي يُحْيِي فِيه العالم مُناسبَة " 16 يَوْم لِمناهضة اَلعُنف ضِدَّ المرْأة " بَاتَت نِسَاء فِلسْطِين الأكْثر عُرضَة لِلْعنْف فِي ظِلِّ صَمْت قاسٍ وَمؤلِم.
إِنَّ الكتابة عن مَا تَشهدُه المرْأة الفلسْطينيَّة مِن تحدِّيَات وآلام، وتكْرَار وَصْف المشْهد، لَن يُوقف الحرْب فوْرًا ولن يَبنِي اَلبُيوت، أو المدارس والْمسْتشْفيات، ولن يُحْيِي اَلقُدرة على مُوَاجهَة الموْتِ، والْمَرض، والْفَقْد، والْفَقْر اَلذِي تُوَّلده مِثْل هَذِه الأزمات فِي نُفُوس الفلسْطينيَّات المسْتضْعفات فِي غَزَّة، وقد يَكُون المطْلوب اليوْم أن نَكُون جُزْءًا مِن دَوْر اَلأُردن وقيادته الهاشميَّة الحكيمة فِي الدِّفَاع عن فِلسْطِين وتقديم الدَّعْم الإنْسانيِّ لِكلِّ الفئَات اَلتِي تَتَعرَّض لُلْسُوك العدْوانيِّ والْفَصْل العنْصريِّ والْإبادة الجماعيَّة اَلتِي بَاتَت عُنْوانًا واضحًا لِممارسات جَيْش الاحْتلال، وَذلِك مِن خِلَال نَهْج عِلْمِي وَبحثِي وإنْسانيٍّ مُسْتَمِر يَضمَن تَواصُل هَذِه اَلجُهود حَتَّى اِنتِهاء الأزْمة، وإحلال السلام.
فَهذِه الممارسات تمسُّ بِالضَّرورة قِيم السَّلَام والاسْتقْرار، وتتسَبَّب فِي رَفْع الكلف اَلتِي تتحمَّلهَا المنْطقة وليْس غَزَّة وَأَهلهَا فحسْب، وَذلِك فِي جميع القطاعات الحيويَّة مِثْل الصِّحَّة، والتَّعْليم، والْعدالة، مِمَّا يُعطِّل عَجلَة الإنْتاج، ويمْنع المرْأة كمَا المجْتمع مِن الاسْتفادة مِن الموارد الاقْتصاديَّة والاجْتماعيَّة كمَا يَجِب.
وعليْه فَإِن الاسْتجابة السَّريعة والْقويَّة لِمتطلَّبات المرْحلة، والْمضيِّ قُدُما فِي بِنَاء مَشرُوع عَربِي مُتَكامِل لِلْوقاية مِن اَلعُنف، يَبدَأ بِبناء قَواعِد بيانَات نَوعِية لِجوْدة حَيَاة النِّسَاء الفلسْطينيَّات وتحْديدًا فِي غَزَّة، وقراءة مدى اِلتِزام المؤسَّسات الدَّوْليَّة والْمجْتمع اَلدوْلِي بِالتَّصدِّي لِلْعنْف اَلمُوجه لِلْمرْأة الفلسْطينيَّة، بل وبناء مَنظُومة عَرَبيَّة لِدَعم النِّسَاء والْفتيات فِي فِلسْطِين مَعرفِيا ومعْنويًّا ومادِّيًّا، وبحيْث يَستطِعن تَطوِير البنى التَّحْتيَّة لِمجْتمعاتهنَّ وبناء نُقطَة اِنطِلاق جَدِيدَة تَضمَّن تَجوِيد نَوْع الحيَاة اَلتِي يعشْنَهَا، وبحيْث نَبنِي دوْرًا أَساسِيا فِي تَوجِيه الخدْمات، وَتعزِيز تَمكِين المرْأة وَتمتِين دوْرهَا والْوصول إِلى الأشْخاص المعرَّضين لِلْخطر وَتعزِيز عَجلَة النُّهوض والتَّنْمية .
وَلأَن المرْأة الفلسْطينيَّة هِي عُنْوان التَّنْمية ورمْز الصُّمود فلَا يَجِب أن تُوقف الحرْب مسارَات التَّحْفيز الاقْتصاديِّ والسِّياسيِّ لِلْمرْأة الفلسْطينيَّة، بل يَجِب أن يُعزِّز دَورُها كَنَواة لِانْطلاقة تَنموِية جَدِيدَة، تُبْرِز مِن خِلالِهَا الصُّورة اَلتِي نعْرفهَا لِلْمرْأة الفلسْطينيَّة اَلقوِية اَلتِي تَدعَم صُمُود أَهلِها وَوطنِها، وَالتِي تُشكِّل مَصدَر قُوَّة فِي مُوَاجهَة الأزمات، وَهُو مَا يَجِب أن تَبنِي قَواعِده كُلَّ المؤسَّسات العاملة فِي غَزَّة.
بل وَيجِب أن يَتَرافَق ذَلِك مع حَمَلات إِعْلاميَّة نَوعِية تَوصَّل لِلْعالم هذَا الوجْه لِجميل لِلْمرْأة القادرة، وللطِّفْلة الجميلة، وللْفتاة المميَّزة اللَّواتي يُواجِهْن اَلحُروب بِالصَّبْر، والْعدْوان بِالْعطاء، ولعلِّي هُنَا اِسْتذْكر قوْلا سابقًا لِجلالة اَلملِكة رانْيَا العبْد اَللَّه " إِنَّ وَاقِع الطِّفْل الفلسْطينيِّ والْأمِّ الفلسْطينيَّة مُؤْلِم جِدًّا، فهناك أَجيَال لَم تَعرِف الطُّمأْنينة والسَّلام، وَهذَا غَيْر مَقبُول، ونحْن فِي اَلأُردن نرى أَنَّه لا يُمْكِن لِلْمنْطقة أن تَنعَم بِالسَّلام والاسْتقْرار إِلَّا عِنْدمَا تَحُل اَلقضِية الفلسْطينيَّة " مَا يَعكِس مِقدَار الاهْتمام الملَكيِّ بِالْمرْأة والْأطْفال كعنْوَان لِلسَّلَام والاسْتقْرار .
كمَا أنَّ الدَّعْم الأرْدنِّيَّ اَلذِي تُسَيره الهيْئة الخيْريَّة الهاشميَّة وقوَّاتنَا المسلَّحة الأرْدنِّيَّة إِلى الأهْل فِي غَزَّة هُو شَكْل آخر مِن أَشكَال دَعْم المرْأة والْأسْرة، إِذ إِنَّ خَلْق بِيئة صِحِّية وإنْسانيَّة جَيدَة، والْمساهمة قَدْر المسْتطاع فِي رَفْع مُستَوَى مُوَاجهَة الأزْمة لِلْفلسْطينيِّين على أَرضِهم هُو مِحوَر أَساسِي لِإعْلَان اَلقُدرة على الاسْتمْرار والْبناء.
خِتامًا أَقُول إِنَّ بِنَاء مَنظُومة السِّلْم المجْتمعيِّ فِي فِلسْطِين عُنْوانه المرْأة أوَّلا، وأنَّ العمل مع المرْأة يَحْتاج إِلى جُهُود نَوعِية تَوْزاي قُدْرتهَا على التَّطْوير وَدورِها المحْوريِّ فِي الحيَاة، وَلأَن اَلأُردن هُو رِئة فِلسْطِين سَتظَل النِّسَاء الأرْدنِّيَّات وَفِي مُقدِّمتهنَّ جَلالَة اَلملِكة رانْيَا العبْد اَللَّه عُنْوانًا لِدَعم صُمُود نِسَاء فِلسْطِين، تحْقيقًا لِرؤْية جَلالَة اَلمَلِك اَلذِي يُوَاصِل اللَّيْل والنَّهار لِحماية أَروَاح أَهلِنا فِي غَزَّة وحماية اَلحُقوق الإنْسانيَّة لِكلِّ إِنسَان على هَذِه اَلبُقعة مِن أَرضِنا المحْتلَّة ومخاطبة الرَّأْي اَلْعام العالميِّ لِكَشف جَرائِم الاحْتلال ضِدَّ اَلمُكون الاجْتماعيِّ الفلسْطينيِّ كاملا بِمَا فِيه المرْأة والطِّفْل.